منتدي عالمك - موضوع تحرش تركيا باليونان في موضوع الغاز

ناس كتير.. مع تحرش تركيا باليونان في موضوع الغاز.. و مع الإستفزازات المتتالية.. بدأت تدخل في لعبة "جيش مصر أقوى و للا تركيا"؟
طيب مين أقوى.. مصر و للا تركيا؟
طبعا مقارنات مسطحة ساذجة.. لأن الأمور مش بتتقاس بالطريقة دي إطلاقا..
الموضوع بيتلخص في جملة قالها رئيس الجمهورية في معرض حديثه في نيويورك مرة:
"لما أكبر حضربكم"..
دا كان يعني إننا محتاجين نكبر نفسا؟ أيوه كنا محتاجين دا.. و اشتغلنا عليه.. و نجحنا.. و لا زلنا بنكمل..
طيب إزاي كبرنا بسرعة؟ يعني ايه "نكبر" أصلا؟
العبارة "استراتيجية".. مش عسكرية و بس.. على كل المستويات و الأصعدة..
دلوقت إحنا كوننا أحلاف و تكتلات جديدة مكانتش موجودة.. بقى لنا صوت مسموع في مجلس الأمن.. و بقينا بنقود العالم فيه.. زي ما حصل ضد القرار الإسرائيلي من كام شهر..
بقى عندنا شبكة طرق هائلة.. لسه بتتسع و تكبر.. تخلينا ننقل قواتنا لأي شبر في مصر في فترة زمنية وجيزة..
بقى عندنا قواعد عسكرية جديدة على أراضينا..
و في مارس 2014، قام المشير - وقتها - عبد الفتاح السيسي بإنشاء قوة عسكرية جديدة لأول مرة، ذات قدرة غير عادية على الإنتشار.. متمرسة في حروب العصابات و القتال داخل المدن، اسمها "قوات التدخل السريع"..
وبعدين بدأنا ننوع مصادر اسلحتنا.. فبقي عندنا أمريكي و روسي و فرنسي و صيني و ألماني..
و بعدها دخلنا في لعبة جديدة..
بدأنا نسعى لنتاج التقنيات دي.. و فتحنا ترسانتا البحرية.. وشرعنا في تصنيع أسلحتنا..
حفرنا قنوات و عملنا محاور ومطارات وعاصمة ومدن جديدة.. و فتحنا ملف تنمية سيناء..
عندنا نظام تأمين صحي جديد بيتنفذ.. نظام تموين.. تعليم بيتبني من جديد..
وفي خطوة مرعبة.. خاف يتخذها كل من سبقوا.. بدأنا نزرع قمحنا..
أمنك القومي بيبدأ من إنك تنتج رغيفك.. و تملك قمحك...
دا لأن القمح هو أهم السلع الإستراتيجية على الإطلاق..
و أول مطلب للشعوب في اي ثورة عبر التاريخ هو "الخبز".. يمكن لأي شخص أن يستغنى عن اللحم، لكنه لا يستغنى مطلقا عن الخبز...
القمح أهم من البترول.. في البحار حتقابل ناقلات أوكرانية و روسية سارحة تعرض البترول علي من يشتري، لكن القمح لا...
المرحوم المشير "محمد عبد الغني الجمسي" القائد عام للجبهات العربية، كان في لقاء سنة 1974 بالولايات المتحدة وإلتقي بوزير الدفاع الأمريكي في ذلك الحين "جيمس تشيلزنجر".. وزير الدفاع الأمريكي قال له في بساطة مباشرة:
"لن نسمح لأحد أن يكتفي ذاتياً من القمح، لن نسمح بظهور قوة جديدة مثل الاتحاد السوفيتي السابق"...
ببساطة و صراحة مطلقة.. يمكن للناس تتحملك لأي مدى و تقف جوارك في أي حرب، بشرط إنك توفر لهم الرغيف...
اللي يديك القمح و يقدر يمنعه عنك، يقدر يفرض عليك قراره بدون شك..
بس مايقدرش يعمل دا.. مهما كنت منهك ضعيف، إذا كنت بتزرع قمحك...
وطرح "الجمسي" ما سمعه علي الرئيس "السادات"، اللي أحال الأمر للجنة مختصة.. فقال "الجمسي" ساخراً: " الطريقة في ذلك الوقت كانت معروفة.. إذا أردت قتل موضوع فقم بإحالته إلي لجنة".. و أردف في يأس: "لدينا الأرض و الماء و القوة البشرية، لكننا لا نعرف الطريق الصحيح"...
رجعنا نزرع قطننا النادر العالمي طويل التيلة...
عندنا غاز.. ورسمنا حدودنا.. و بنستخرج ثرواتنا.. تحت سمع و بصر العالم أجمع..
عندنا مفاعل.. المشروع القديم اللي اتركن على الأرفف و كساه الغبار لعقود..
محطات كهرباء..
حقول طاقة شمسية..
فائض طاقة..
بقينا مركز عالمي للطاقة..
تسيدنا المتوسط..
معندناش عشوائيات.. بتنقرض.. مفرخة الإرهاب و الجريمة المنظمة والعشوائية بتنقرض و تموت..
بنقود إفريقية..
المههم بعد كل دا.. إننا لسه بنكبر..
القصة مانتهتش.. هي في حقيقتها.. لسه بتبدأ..
إحنا عملنا كل الي فات دا في 38 شهر..
متخيل لو كنا مشينا عل نفس الوتيرة من زمان؟
طيب لو مشينا على الوتيرة دي 15 سنة كمان؟
النهاردة كبرنا للحد الكافي اللي يخلينا نقدر نحمي أراضينا و نضرب أي معتدي..
بس احنا لسه بنكبر..
عندنا سلبيات بس بنكبر و بندوس عليها..
و حننجح..
مش فاضل غير إن الفئة اللعينة اللي عايشة وسطنا.. الي قلبها كله حقد و شر.. و بتكره بلدها و تحارب النجاح..
والفئات اللي لسه بتفكر في الربح عن طريق الفساد والغش..
و الفئات اللي بتعض على الناس الأنامل من الغل.. وعايزة تنجح من الهوا بالفهلوة والإيد الخفيفة و اللايكات و التفاهة من غير عمل حقيقي..
مش فاضل غير إن الفئات دي تفوق و تصحى و تتعلم قيمة العمل و السهر و الشقا و تشتغل بجد..
الحرب مستمرة.. والأربع سنين الجايين هم سنين "الغربلة"..
صدقني دا آخر تحذير..
يا تركب القطار مع بلدك و تبقى بني آدم.. يا إما القطار حيدوس عليك بلا ذرة رحمة.. و يستمر في رحلته..
يا تركب قطار العمل الشريف و تعدي المرحلة دي مع مصر و تكبرها عشان ولادك..
يا إما مصر هي اللي حتعدي عليك..
https://up.3almc.com/uploads/3almc.n...8950196581.png

بقلم / D: Alaa Hammouda