كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
https://up.3almek.com/uploads/3almek...9629627081.png
كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟ السؤال : كيف يمكن للمسلم أن يخدم دينه ، ومجتمعه الذي يعيش فيه ؛ حتى ولو لم يكن متخصصا في العلم الشرعي ؟ الجواب : الحمد لله نسأل الله أن يبارك في همتك ، وأن يثبتك على الدين . واعلم أن خدمة الإسلام وأهله من أجلِّ الأعمال وأشرفها ، وأعظمها أجرًا ، وأكثرها مرضاة لله تعالى. وطرق خدمة الإسلام كثيرة ومتنوعة ، وينبغي على كل مسلم أن ينظر في هذه الطرق ويسلك منها الطريق التي تناسبه ما استطاع إلى ذلك سبيلا . ونذكر من هذه الطرق : أولا : الدعوة إلى الله تعالى : والدعوة إلى الله من أعظم الأعمال نفعاً ، إذ ليس أعظم من الدعوة إلى توحيد الله تعالى ؛ ولذلك منح الله هذه الوظيفة لأفضل الخلق من بني آدم ، وهم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، وكذلك من سار على دربهم. قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت/33. قال ابن كثير رحمه الله : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا ) : أي دعا عباد الله إليه. وقال الله تعالى: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الإنعام/122. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( لَئِنْ يَهْدِي اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خيرٌ لك من حمر النعم ) رواه مسلم (34). ومن الدعوة : إشاعة كل عمل إسلامي تراه أو تسمع به ، فتدل عليه وتخبر عنه ولك مثل أجر فاعله ، ويكون ذلك حديثا في المجالس أو نشرة عبر الصحف والمجلات والإذاعة ، أو من خلال المدرسة أو الجامعة أو التجمعات العائلية أو غير ذلك . ومن ذلك : التحدث بفضائل هذا الدين ومحاسنه ، وإزالة الالتباس الذي زرعه الفكر السيء الدخيل على الأمة ، وهكذا تساهم في إزالة ما علق في أذهان الناس من تشويه للإسلام . ثانيًا : تعليم الناس العلم النافع : تعليم الناس العلم النافع ، كتعريفهم بالحلال والحرام ، وتعليمهم الأحكام الشرعية ، والأخلاق الحميدة ، ونحو ذلك من أعظم الأعمال التي تخدم الإسلام والمسلمين ، ولذلك وردت أدلة كثيرة في فضل تعليم الناس ، منها : فعن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ) رواه البخاري (5027). وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ ) أخرجه ابن ماجه (240) ، وحسنه الألباني . وبما أنك تحب القراءة ولا تمل منها ، فيمكنك خدمة الإسلام من هذا الباب ، بتعليم الناس الخير وتحذيرهم من الشر ، وذلك بأن تطلب العلم وتقرأ الكتب ، ثم تعلم الناس القرآن والسنة والأحكام الشرعية . وقد سبق وبينا في موقعنا كيفية طلب العلم والكتب التي يبدأ بها طالب العلم في عدة أجوبة ، منها : (230969)، (153227)، (178489) ، (14082) ثالثًا : بناء المساجد : وبناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين ، من أفضل أعمال البر والخير التي رتب عليها الله تعالى ثوابا عظيمًا ، ومن أهم الأعمال التي يخدم بها الإسلام ؛ إذ هي بيوت الله تعالى في الأرض ، وفيها يتعلم الناس شرائع الإسلام ، كما أن بناءها من الصدقة الجارية التي يمتد ثوابها وأجرها حتى بعد موت الإنسان. قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) التوبة/18. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ ) رواه البخاري (450) ، ومسلم (533) واللفظ له . وروى ابن ماجه (738) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ ، أوْ أَصْغَرَ ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) صححه الألباني . والقطا طائر معروف ، ومَفْحص القطاة : موضعها الذي تبيض فيه ، وخصصت القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل ، إنما تجعل بيتها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد . ينظر : "حياة الحيوان" للدميري . قال أهل العلم : وهذا مذكور للمبالغة ، أي ولو كان المسجد بالغا في الصغر إلى هذا الحد. ومن شارك في بناء مسجد كان له من الأجر على قدر مشاركته ، وله أجر آخر على إعانته غيره على البر والتقوى . ومن ذلك بناء دور تحفيظ القرآن وتعليم العلم الشرعي ، وبناء دور إيواء الأيتام والفقراء ، ونحو ذلك . رابعًا : الإصلاح بين الناس : قال الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/ 114. أي : لا خير في كثير من الكلام الذي يُسِرُّه الناس ، ولا نفع منه ، إلا إن كان كلامهم أمرًا بصدقة ، أو معروف جاء به الشرع ودل عليه العقل ، أو دعوة إلى الإصلاح بين المتنازعين ، ومن يفعل ذلك طلبًا لرضا الله فسوف نؤتيه ثوابًا عظيمًا . وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أفضل الصدقة إصلاح ذات البين ) رواه عبد بن حميد (335) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2639) . خامسًا : إطعام الطعام: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال : ( تُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَتَقْرَأُ السَّلَامَ , عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ) رواه البخاري (12) ، ومسلم (39). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ) رواه الترمذي (2485) ، وصححه الألباني في "الترغيب" (949). سادسًا : كفالة الأيتام: عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِى الْجَنَّةِ هَكَذَا ) ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " رواه البخاري (4998). قال ابن بطال رحمه الله : " حق على كل مؤمن يسمع هذا الحديث أن يرغب في العمل به ليكون في الجنة رفيقاً للنبي صلى الله عليه وسلم ولجماعة النبيين والمرسلين " . انتهى من "شرح البخاري "لابن بطال (9/217). سابعًا : السعي على الأرملة والمسكين : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ) رواه البخاري (5038) ، ومسلم (2982). قال النووي في "شرح مسلم" (18/112) :" الْمُرَادُ بِالسَّاعِي : الْكَاسِبُ لهما ، العامل لمؤنتهما ، والأرملة من لا زوج لَهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ تَزَوَّجَتْ أَمْ لَا ، وَقِيلَ هي التي فارقت زوجها . قال بن قُتَيْبَةَ : سُمِّيَتْ أَرْمَلَةً لِمَا يَحْصُلُ لَهَا مِنَ الْإِرْمَالِ ، وَهُوَ الْفَقْرُ وَذَهَابُ الزَّادِ بِفَقْدِ الزَّوْجِ ، يُقَالُ أَرْمَلَ الرَّجُلُ إِذَا فَنِيَ زَادُهُ " انتهى . وقال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (6/267) :" والمراد أن الله تعالى يجمع له ثواب الصائم والقائم والمجاهد في دفعة ؛ وذلك أنه قام للأرملة مقام زوجها الذي سلبها إياه القدر ، وأرضاها عن ربها ، وقام على ذلك المسكين الذي عجز عن قيامه بنفسه ؛ فأنفق هذا فضل قوته ، وتصدق بجَلَدِه ؛ فكان نفعه إذا [ يكافئ ] الصوم والقيام والجهاد " انتهى . هذا ومن الممكن خدمة الإسلام في الطب والهندسة وشتى العلوم الدنيوية ، وذلك بتسخيرها في خدمة المسلمين ، بناء على أحكام الشريعة وضوابطها . وللتوسع في معرفة كيفية خدمة الإسلام ، راجع الكتب الآتية : "كيف أخدم الإسلام" ؛ للشيخ عبد الملك القاسم . "اترك أثرًا قبل الرحيل" ؛ للشيخ محمد صالح المنجد. "كن نافعا أينما كنت" ، للشيخ محمد صالح المنجد "مشروعك الذي يلائمك" ، للشيخ محمد صالح المنجد . والله أعلم. موقع الإسلام سؤال وجواب https://up.3almek.com/uploads/3almek...9629632512.png |
رد: كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
جزاكِ الله خير
|
رد: كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
ممتاز حبيبتى
بارك الله فيكِ وجعله فى ميزان حسناتك |
رد: كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
|
رد: كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
اقتباس:
فرحتيني حبيبتى تسلمي بارك الله فيك و اسعدك و جعل عملك تمرة تنتفعين بها يوم القيامة :asmaile(2): |
رد: كيف أستطيع المشاركة في خدمة الإسلام؟
|
الساعة الآن 10:26 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.