احكام صلاة الاستسقاء,صفة صلاة الاستسقاء بالصور,صلاة الاستسقاء حكمها,هل يجوز صلاة الاستسقاء منفردا,صلاة الاستسقاء وكيفيتها
صلاة الاستسقاء
1- تعريفها: الاستسقاء هو طلب السقي من الله تعالى عند حاجة العباد إليه،
على صفة مخصوصة؛ وذلك إذا أجدبت الأرض، وقحط المطر؛
لأنه لا يسقي ولا ينزل الغيث إلا الله وحده.
2- حكمها: حكم
صلاة الاستسقاء أنها سنة مؤكدة؛
لقول عبد الله بن زيد:
«خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستسقي فتوجَّه إلى القبلة،
يدعو وحَوَّل رداءه، وصلى ركعتين، جهر فيهما بالقراءة».
سببها:
وسببها القحط، وهو انحباس المطر؛
لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعلها لذلك.
وقتها وكيفيتها:
وقت
صلاة الاستسقاء وصفتها كصلاة العيد،
لقول ابن عباس:
«صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين كما يصلي في العيدين».
فيستحب فعلها في المصلى، كصلاة العيد، وتصلى ركعتين،
ويجهر بالقراءة فيهما كصلاة العيد، وتكون قبل الخطبة، وكذلك في عدد التكبيرات
وما يقرأ فيها. ويجوز
الاستسقاء على أي صفة كانت، فيدعو الإنسان،
ويستسقي في صلاته إذا سجد، ويستسقي الإمام على المنبر في
صلاة الجمعة،
فقد استسقى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر يوم الجمعة.
الخروج إليها:
إذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس، وأمرهم بالتوبة، والخروج من المظالم،
وترك التباغض والتشاحن؛ لأنه سبب في منع الخير من الله سبحانه،
ولأن المعاصي سبب القحط والتقوى سبب البركات.
قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .
ويتنظف لها، ولا يتطيب، ولا يلبس الزينة؛ لأنه يوم استكانة وخشوع،
ويخرج متواضعاً، متخشعاً، متذللاً، متضرعاً؛
لقول ابن عباس:
«خرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للاستسقاء متذللاً،
متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً».
الخطبة فيها:
يسن أن يخطب الإمام في
صلاة الاستسقاء بخطبة واحدة بعد الصلاة،
تكون جامعة وشاملة، يأمر فيها بالتوبة، وكثرة الصدقة، والرجوع إلى الله،
وترك المعاصي.
وينبغي أن يكثر في الخطبة من الاستغفار، وقراءة الآيات التي تأمر به،
ويكثر من الدعاء بطلب الغيث من الله تعالى كقوله:
«اللهم أغثنا»،
وقوله:
«اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً، مَرِيئاً مَرِيعاً، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار».
ومعنى مريئاً: سهلاً طيباً، ومريعاً: مخصباً.
وقوله:
«اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث،
واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين».
ونحو ذلك، ويرفع يديه؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك،
حتى كان يرى بياض إبطه، ويرفع الناس أيديهم؛
لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رفع يديه يستسقي في
صلاة الجمعة،
رفع الناس أيديهم. ويكثر من الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
لأن ذلك من أسباب الإجابة.
السنن التي ينبغي فعلها فيها:
1- أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك،
ويستقبل القبلة في آخر الدعاء، ويحوِّل رداءه، فيجعل اليمين على الشمال والشمال
على اليمين، وكذلك ما شابه الرداء كالعباءة ونحوها.
فقد ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوَّل إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو،
ثم حوَّل رداءه. وقيل: الحكمة من تحويل الرداء التفاؤل بتحويل الحال عما هي عليه.
2- يسن أن يخرج إلى
صلاة الاستسقاء جميع المسلمين، حتى النساء والصبيان.
3- يسن الخروج إليها بخضوع، وخشوع، وتذلل،
فقد خرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للاستسقاء متذللاً، متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً.
4- يسن عند نزول المطر أن يقف في أوله ليصيبه منه ويقول: «اللهم صَيِّباً نافعاً».
والصيِّب: المنهمر المتدفق. ويقول: «مُطرنا بفضل الله ورحمته».
5- وإذا كثر المطر، وخيف من الضرر،
يسن أن يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظراب والآكام
وبطون الأودية ومنابت الشجر».
والظراب: الجبال الصغار. والآكام: جمع أَكَمة، وهي التلّ،
وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد.