بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أخواتى اقدم لكم:
كيف
تتصرفين حال حدوث خلاف بينكما ؟!
لابد وأن يحصل
خلاف حاد بين الزوجين .. طبعا لا نتمنى ذلك ولكن ضغوط الحياة تجعل هذه الخلافات موجودة ، لكن المؤسف أن كثيراً من هذه الخلافات تكون على شيء تافه ، وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلاف يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ، وربما ذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، أو وصل إلى حد الطلاق ، عدا ما له من آثار شديدة الخطورة على نفسيات الأبناء ، ذلك أن الغضب يعمي صاحبه ،
فلا تسمع أذنه إلا صوت الشيطان ووسوسته ونفثاته ، ولا يرى إلا واقعاً يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكت الغضب وعاد العقل المغيب ندم الزوجان.. ولا يندم إلا من خسر شيئاً عظيماً ، وهل من خسارة أعظم من فقد البيت والأبناء؟ ! إذن لا تخسري بيتك وزوجك وأبناءك وسعادتك من أجل لحظة لا تحسنين التصرف فيها.
إذا ماذا تفعلين إذا حدث
بينكما خلاف
إليكى الخطوات التالية:
أولاً : إذا رأيت زوجك غاضباً وبدأ يصرخ ويشتم ويتهم فالزمي الصمت ، الزمي الصمت ، الزمي الصمت ... حتى ولو كان قلبك يغلي كأزيز المرجل وقد امتلأ بالغيظ والقهر مما تسعينه منه ، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن الاستغفار فإنهما يثبتانك بإذن الله وهذا مجرب كثيرا ،
إنك بصمتك تغلقين الباب في وجه الشياطين ، والذي هو أحرص ما يكون عند هذه اللحظات فقد ورد في الحديث الصحيح " أن إبليس ينصب عرشه على البحر ثم يرسل جنوده من الشياطين ليغووا بني آدم فيأتيه من يقول : لازلت بفلان حتى زنى ، والآخر يقول لازلت به حتى قتل ، وهو يقول لهم : لم تفعلوا شيئاً . حتى إذا جاء به من يقول : لازلت به حتى فرقت بينه وبين زوجته يقول له إبليس : أنت ، أنت ، ويقر به منه ويدنيه" . أيتها اللبيبة : هل من الحكمة والعقل أن تجدي ناراً تشتعل فتصبي فوقها بنزيناً وأنت تعتقدين بأنه سيطفئها!! لا أشك بأنك ستقولين : لا..... إذن تذكري بأن نقاشك معه في تلك اللحظة هو البنزين الذي تصبينه على قلب زوجك فيشتعل أكثر،وإن خدعك الشيطان وقال لك : (( ناقشيه ليفهم فقط فيسكت ويقتنع )) فتذكري في تلك اللحظة بأنه لن يفهم ... لن يفهم .... لن يفهم .
إذ لا يمكن في جو مثل هذا الجو المشحون أن
تحلي مشكلة ولا تفهمي زوجك أي شيء ، لأن كليكما غاضب ، والعقل مغيب ، والنفسية سيئة للغاية ، والشيطان يجلب بخيله ورجله.
يقول صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) إنك في تلك اللحظة وبالذات إذا كنت عصبية لن تقولي خيراً أبداً ، ولذا فيجب عليك الصمت إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر ، وكوني ممن مدحهم الله بقوله فى كتابه العزيز : ﴿َالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾.
فالرجل بطبيعته عصبي ، سريع الاستثارة ، وإذا غضب لا يميز ما أمامه من خلفه ، وليس من الحكمة أبداً أن تناطحيه كما يتناطح الرجال ، وأن تشتدي كلما اشتد وتثوري كلما ثار ، بل إذا اشتد فأرخي وإذا لان فتدللي .
ثانياً : إذا كنت من النوع العصبي قد لا تستطيعين التزام الصمت عند وقوع الخلاف فاخرجي فوراً من الغرفة التي هو فيها .
ثالثاً : إذا كنت من النوعالحليم الهادئ فلا تلزمي الصمت بل حاولي امتصاص غضبه في تلك اللحظة بلمسة حنان تمرين بها على وجهه وجسده وتحتضيننه فيها ، أو ابتسامة هادئة تشرق من فمك لتطفئ النار في جوفه . وتردفين معها كلمة طيبة رقيقة تطيبين بها خاطره مثلاً
( مالك إلا ما يرضيك ، ما عاش من يزعلك ....)) وغيرها . وتأملي الحديث : (( فليقل خيراً أو ليصمت )) .
فقدم قول الخير على الصمت والكلمة الطيبة التي تمتصين بها غضبه هو من قول الخير المقدم على الصمت.
رابعاً : والجئي إلى الله بالدعاء والصلاة بأن يفتح على قلبك حتى تحسنى التصرف معه ، وأن يفتح على قلبه ويريكما الحق حقاً ويرزقكما اتباعه ، ويريكما الباطل باطلاً ويرزقكما اجتنابه ، وستجدين بعد هذا الدعاء بأن ما في قلبك قد غسل ، وما فيه خير لك تيسرين للعمل به تيسيراً وهذه من بركات الدعاء.
والدعاء لابد أن يكون في كل الأوقات ، لكن بعد وقوع الخلاف وقبل الحديث مع الزوج يكون أكثر ضرورة .