لا يكاد القرآن كله ينطِق إلا بحقيقة الساعة، الإنسان ينسى هذه الحقيقة أو بالأحرى يتناساها؛ حقيقة الساعة، قضية الخلق، قضية الوجود، ينسى وظيفته الأساسية، ينسى ماهيَّته، من هو؟
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}(التكوير : ١٠-٢٦)
بين الله تعالى لنا في كتابه الكريم طريق الخير وطريق الشر ، وقال لنا { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فماذا فعلنا؟؟!
أعزائي :
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } هل مانعمله اليوم نحب أن نراه في صحائف أعمالنا غدا ؟؟
هي صحيفتك إنك تملي فيها الآن ، وستطوى ، ثم تنشر عليك يوم القيامة .. فانظر ماذا تملي ... وانظر إلى شوارعنا وحياتنا اليوم . راجع أوراقك قبل أن تعرض عليك يوم الحساب أمام الله تعالى ، ذلك يوم لاينفع فيه الندم .
قل ماتشاء ، واسمع ماتشاء ، وشاهد ماتشاء ، لكن تذكر : {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} وهذا القرآن بين أيدينا ؟؟ لقد جعله الله {هدى وشفاء} {ونوراً مبيناً} {وموعظة للمتقين} فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟.. هو سؤال يهز أركاننا ويستوقفنا قبل أن نستكمل حياتنا العبثية . ألا نجيب رب العالمين ؟ إلى أين المسير ؟؟..