قصة وعبرة
نصيحة لص للإمام أحمد بن حنبل
هناك قصة معروفة حدثت مع الإمام أحمد بن حنبل تذكرنا بقضايا الثبات على الحق لأن هناك كثير من الناس يبدأ بالحق لكن يصعب عليه أن يثبت خاصة عندما يرى قوى الباطل من حوله قد تكاثرت خاصة عندما يرى الظلمات ظلمات الباطل وهى تتراطم ظلمة بعد ظلمة ظلمة فوق ظلمة فيبدأ الإنسان يحدث عنده شيء من الزعزعة يحتاج إلى قوة من الإيمان وقوة من القرآن لكي تثبت به.
الإمام أحمد يروى عنه بأنه كان يذكر ويترحم شخصاً من الأشخاص أمام ابنه كثيراً يذكر هذا الشخص كثيراً ففي يوم من الايام ساله ابنه يا أبت أراك تذكر فلاناً كثيراً
فمن هو هذا الشخص؟ أهو أحد العلماء؟ أهو أحد الناس الذين تدين لهم بالفضل؟
فقال الإمام أحمد بن حنبل: هذا الشخص الذي أذكره كثيراً لص سارق قاطع طريق، فتعجب ابن الإمام أحمد بن حنبل وقال أتذكر سارقاً ولصاً هذا الذكر الذي أرى؟!
فما قصته؟
قال يا بني عندما كنت في المحنة “محنة خلق القرآن” التي نعلمها جميعاً في التاريخ والتي كان الإمام أحمد قد تعرض لصنوف العذاب لأجلها وثبت فقال هذا اللص جاء عليّ وأنا أعذّب وأنا أُضرب بالسياط وكان وقع السياط عليه وهو بجسمه وقدرته الجسمية شديد يقول: فجاء اللص وقال لي يا إمام أنا لص وقاطع طريق ولأجل جرائمي والباطل الذي أنا فيه -يعترف بأنه على باطل- أُعذّب وأٌضرب وأٌسجن وأنا على باطل أجد نفسي أثبت على ما أنا فيه لأجل الباطل فأما أنت يا إمام وأنت على الحق إثبت على الضرب وعلى ما أنت فيه.
فيقول الإمام أحمد:
تعلمت من هذا اللص.
وأنا أقول في عالمنا المعاصر
نرى أهل الباطل ثابتين على ما هم عليه وهم على باطل.
هذا الثبات على الحق وعلى إرادة الحق الذي يريده الله سبحانه وتعالى الثبات على الطاعة الذي يعتبر من أهم قوانين النصر الذي تقدمه لنا سورة الأنفال تعالجه السورة في عدد من الآيات تقريباً من الآية العشرين إلى الآية الرابعة والعشرين تتحدث عن نتائج الثبات. النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث يقول عرفت فالزم، عرفت الآن أن القضية التي أؤمن بها هي الحق عرفت أن الغاية التي لأجلها خرجت هي الحق إذاً بقي عليّ الثبات والله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى بقية النتائج. في الآية يقول الله عز وجل (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ)(18)الانفال
خطط الكافرين تدابير الكافرين برتوكولات الكافرين كل ما يدبرونه في الظلام كل ما يقومون به من أعمال لا تلتفت إليها لا من حيث عدم الوقوف عليها أو الأخذ بالأسباب ولكن لا تكون هي مصدر إضعاف بالنسبة لقوتك أنت كبشر. نحن اليوم هذا القانون بحاجة إليه في العالم المعاصر الذي نعيش فيه الدسائس المكائد الخطط الأشياء التي تكاد وتقاد من وراء الظلام ومن وراء الكواليس، هل المؤمن صاحب الحق صاحب العدل صاحب القضية التي يؤمن بها صاحب القضية التي لم يخرجه فيها إلا الله ورسوله وحبه للحق هل يلتفت إلى هذه الدسائس وتكون مصدر إضعاف بالنسبة له أم تكون مصدر قوة؟
اسلاميات