Warning: Division by zero in [path]/includes/class_postbit.php(294) : eval()'d code on line 80
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152 - منتدي عالمك
للنساء فقط

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران,القران الكريم صوت,ادعية و اذكار يوجد هنا قراءة القرآن أدعية أذكار شريفة و أحاديث إسلامية,القران الكريم قراءة,انشطة حفظ القرآن الكريم و التفسير و التجويد,تنزيل القران الكريم على الجوال,القران الكريم بصوت احمد العجمي.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.3almc.com/showthread.php?t=30714
369 0
02-28-2023
#1  

افتراضيروائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152


احذروا خطوات الشياطين



روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152


(وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (142)الانعام


(وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً )


تذكير بنعم الله عزوجل تذكير بالاءه ونعمه وفعلا تغيرت الازمنة وتبدل الواقع وتغيرت واصبح هناك معامل للمنسوجات ومصانع ولكن في نهاية الامر من اين تأخذ تلك المصادر من أين تاخذ تلك المواد الخام ؟ هذه هي الانعام




( كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ )


من الذي رزق؟


الله , وهو الذي يملك حق التشريع ,


(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)


لما جاء بذكر الخطوات ؟


الشيطان في قضايا التشريع لا يقول مباشرة للانسان افعل الحرام لا, يسلك مسالك مختلفة يأخذ الانسان خطوة خطوة خطوة خطوة نحو الحرام لماذا ؟


لانه لكم عدوا مبين عدو بائن في عداوته ظاهر في معادته لكم لا يمكن ابدا ان يقول لكم على شيء حلال فعلا وهو يكون الله سبحانه وتعالى قد احله ابدا , يقول لكم عن الحرام حلالا وعن الحلال حراما فيحل الانسان ما حرم الله ويحرم ما احل الله كما كان يفعل المشركون . حرموا من هذه الانعام اشياء احلها الله لهم وفي نفس الوقت احلوا اشياء حرمها الله عليهم .



(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143)الانعام


قمة الكفر المبني على اتباع خطوات الشيطان ,


ثم جاء بالتفاصيل


(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ )


وفي نهاية الامر (فمن اظلم ممن افترى )


مرة اخرى تأكيد المعنى


(افترى على الله كذبا )


من خلال اي شيء؟


تزيين الباطل محاولة تغيير الحقائق كما يحدث احيانا في بعض مجتمعاتنا اليوم .


تسمية المحرمات بغير أسمائها



روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152


{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:144]


الكذب ما عاد يسمى باسمه , كلمة كذب كلمة كريهة بغيظة حتى في لفظها
الناس ما عادت تسميه كذبا , تسميه مجاملة تسميه اتيكيت تسميه اي اسم اخر ولكن هذا لا يغير من جوهره ولا حقيقته فربي هنا عزوجل يحذرنا من هذا المسلك
(افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا) لماذا ؟


(لِيُضِلَّالنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)


يظل الناس بغير علمه فيفتري على الله الكذب فيصور الاشياء على غير حقيقتها و يعطيها مسميات غير حقيقتها غير حقيقية ليست بحقيقية , الانحراف الفساد اصبح فن الفواحس اصبحت حب عواطف وكل الناس تميل نحو هذه الاشياء ولكن هي ليست هذا كهذا الربا ليست كالبيع
(وَأَحَلَّاللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)


لكنهم هم قالوا ان البيع مثل الربا ,


لكن الحقيقة ان الله احل البيع وحرم الربى وهكذا في كل شيء .
اذا اين المحرمات
فصلها لكم



(قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خنزير )



…. تفاصيل التحريم وفي نفس الوقت حرم على الذين هادوا اشياء معينة ,


كل ذي ظفر حرمها فصلها ولكن شدد في التحريم عليه لماذا؟
(جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )


ببغيم وظلمهم وعدوانهم وافترائهم حتى لا يقع الناس فيما وقع ببني اسرائيل من البغي والاعتداء , اي بغي واعتداء؟ تحريم ما احل الله واباحة ما حرم الله , تدبروا معي فى الاية ثم جاء بعد ذلك فى الايات ليبين القضية التي قلنا وناقشناها في اكثر من مرة بعض المشركين يفتري على الله الكذب فيحتج وهو ليس فقط فالمشركين , مدلف خطير جدا بعض الاشخاص يقول تسأله يا فلان متى ستصلي وتنتظم في صلاتك ؟ عندما يهديني الله , افتراء على الله عزوجل يحسب هذه الكلمة هينة وهي عند الله عظيمة



(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ)


مشيئة الله لو يريد ان يهديني لهداني ,


تدبروا فى الافتراء على الله كذلك


هل الهداية قرار إنساني؟



روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152


انت تختار


( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )


بين واوضح لك اختيار علمه سبحانه وتعالى وارادته عزوجل لا تتدخل هنا في اختيارك انت اقام الحجة عليك ولذلك قال


( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام


و ربي عزوجل يحاسبنا على اعمالنا لا يحاسبنا على ما يعلمه منا وهو عالم بنا, ,يعلم من الذي مهتدي هو اعلم بعباده اعلم بالمهتدين قالوا في الاية ولكنه لا يحاسبنا بعلمه سبحانه يحاسبنا باعمالنا بما نعمل , اكثر من مرة وردت في كتاب الله في السورة في هذه السورة سورة الانعام


(بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (بِبَغْيِهِمْ)


اذا هو العمل , انت لديك حرية الاختيار ولكن هذه واحدة من المجادلات التي يجادل فيها الانسان ليبرر لنفسه الظلال ليبرر لنفسه البعد عن الله عزوجل .


متى تصلي يا فلان ؟


عندما يأتي رمضان و يأتي رمضان ربما يصلي ولا يصلي ويأتي بعدها شهر وشهر واذا بالعمر قد انقضى وانتهى, تسويف تاجيل افتراء , قرار الايمان قرارك أنت قرار لاجلك انت , قرار لاجل حياتك انت


( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لنفسه )الاسراء 15


وكذلك جاء فى الاية


(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )(150)الانعام


(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ )


فالاليات التي تأتي فالسورة علم وشهادة وظن مقابلها لماذا؟


ليبين لي ان القرار بالايمان ينبغي ان يكون قائمة باستعمال اليات معينة ادوات العلم , علم شهادة شهداء تقييم , انت حين تحرم تقول هذا حرام ماهو دليلك؟


من اين جئت بهذا التحريم او التحليل ؟ اين الشهادة على هذا ؟


الشهادة وسيلة من وسائل الاثبات . ولكن الشهداء حتى اذا شهدوا من شهداء شهداء ظالين , شهداء زور, قال


(وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)


( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )



قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)الانعام


تدبروا معي فى كلمة , ماقال واحسنوا الى الوالدين قال


(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)


, مطلقة مطلق اشكال الاحسان بالوالدين ,احسان بالقول احسان بالدعاء احسان بالعمل احسان بالعواطف احسان بالمشاعر احسان بالطاعة احسان بالترضي


وتدبروا كذلك في قوله


(وَبِالْوَالِدَيْنِ)


بقطع النظر كافر مؤمن بقطع النظر هو والد ,


عظمة القران عظمة قيم القران .


هذه القيم التي ان لنا ان نجعلها رسالة رسالة نقوم باصالها للعالم , العالم الذي يعاني من جراء عدم تطبيق هذه الامور في حياتنا وفي واقعنا , وتدبروا ايضا فى الاية جاءت على عشرات الممارسات التي كانت موجودة في المجتمع الجاهلي , بعض الممارسات لاتزال موجودة وبطرق مختلفة


( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ )


الفقر شدة الفقر تدبروا فالاية


(نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ )


بدأ بهم قال


( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )


الرزاق الذي يرزقك انت ابتداءا هو , فاذا كيف يستقيم الامر وتعتقد ان الاولاد في حياتك سيضيقون علي بالرزق ؟ لا , ممارسة من الممارسات التي كانت موجودة للاسف الشديد ولا تزال في بعض المجتمعات ولكن بطرق مختلفة , القضية ليست معناها ليست قضية انه تكاثر فقط فى الاولاد لا , الحفاظ على هذه القيمة المجتمعية , قيمة النسل والحفاظ عليه , قيمة انسانية مجتمعية لا ينبغي ان يقف قضية او تقف قضية الرزق حائلا دونها


لا تقربوا الفواحش





( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
ليس هناك ازدواجية في هذا المنهج العظيم , لا تقربوا بينك وبين الحرام لابد ان تكون هناك مساحة , ولا تقف عند الحافة لان بعض الاشخاص يقول لك لا هو حرام اذا خلاص يبدأ بيني وبين الحرام شعرة واحدة لا , لا اترك مساحة واسعة بينك وبين الحرام وهذا مايطلق عليه بعض العلماء والمفسرين الورع , يترك شيء من الحلال ورعا مخافة ان يقع في شيء فيه شبهة او حرام .



تدبروا فى الايات والناس اليوم في بعض الاحيان تسأل هو حرام؟ ماعادت تسأل عن المكروه فتجتنبه حتى تتقرب وتتحبب الى الله عزوجل , فقط حرام ؟


اسود وابيض


في حين ان الله عزوجل يقول
(( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
كل الاثم كل المحرم بمعنى اخر وتكلمنا عن الاكل المعنوي الحرام المعنوي , المال المال الذي فيه شبهة نحن بحاجة ان نراجع حساباتنا اليوم مراجعة دقيقة ننظر فالاشياء التي فيها شبهة فلا ندخلها على انفسنا ولا نقترب منها , نبتعد عنها مخافة ان نقع فالاثم وفالحرام , فكيف بالحرام؟
اذا لا تقربوا لا تقربوا ما ظهر منها وما بطن


نحن بحاجة الى هذه المراجعة الحقيقية والبعد عن الازدواجية ,


حرم عليك قبل قليل ذكر لحم خنزير ولكن الذي حرم لحم الخنزير هو كذلك الذي حرم اكل اموال الناس بالباطل فلا تأكلها بالباطل ولا تعتبر ان الغش والخداع والتدنيس واكل اموال الناس بالباطل شيء من التجارة والذكاء والعبقرية , في التجارة, هذا ليس ذكاء ولا عبقرية هذا غش واكل اموال الناس بالباطل , شركات وهمية شركات وهمية تقام وتأسس وتبنى باموال الناس وتباع فيها اسهم بالملايين وتأخذها , تقوم بجمع الاموال من الناس وتفتري على الناس الكذب وتقول لهم ارباح ارباح 10% و 20% و 30و 40 ثم خلال شهور تقوم بجمع هذه الاموال والاتجار بها والربح منها والتكسب من تلك الاموال ثم اما ترد كما هي لاصحابها بزعم ان تلك الشركة قد افلست او حتى لا ترد تلك الاموال


تدبر فى الامر هذه الاموال الكثير والقليل منها انما هي نار انما يأكلون في بطونهم نار , اكل اموال الناس بالباطل نار نار حقيقية ليس فقط فى الاخرة , فى الدنيا تحرق عليك حياتك تحرق عليك كل شيء في حياتك كل شيء فلا تغتر بكثرة الاموال وانظر الى مصادرها فأنك مسائل عنها



(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)


النفس حرمة النفس حرمة المال حرمة الاعراض


(ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )


هذه الوصية وصية الله عزوجل للبشر .


وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ



(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)الانعام


(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )


و قلنا أن في سورة الأنعام و في أكثر من موضع ربي سبحانه و تعالى يؤكد هذه الحقيقة: أن الإثم له ظاهر و باطن، و أن الحرام كذلك له ظاهر و باطن.


فكما أن الإنسان حرم عليه أن يأكل لحم الخنزير و الدم المسفوح و ما شابه في الآيات التي قبل، حرم عليه الإقتراب من مال اليتيم، حرم عليه الإقتراب من الأموال الحرام الممنوعة، المكتسبة بطرق غير مشروعة، و تدبروا في النهي: قال


(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ)


لا تقترب منه، و أنت الوصي، التوجيه للأوصياء، للأولياء، الذين يقومون على مسؤوليات اليتيم و الحفاظ على ماله. اليتيم، جزء يفترض بحكم ما جرت عليه العادة و ما تعارف عليه الناس في المجتمع جزء ضعيف، و لكن الله عز و جل ابتدأ بحماية هذا الجزء و حذر من الإقتراب من ماله إلا بغرض تنميته و تحسينه


(إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)


إلى أن يبلغ مبلغ الرجال و يدرك المصالح و المفاسد المترتبة على إنفاق و إتلاف المال و يفرق بينها، آنذاك يعطى حقوقه كاملة، هذا النهج القرآني ما كانت تعرفه المجتمعات الجاهلية، لماذا؟


لأن منطق الحكم كان مبني على منطق القوة، الأقوى هو الذي يحكم، الأقوى هو الذي يملك حرية التصرف، و لكن القرآن أعاد الأمور إلى نصابها، أعاد البشرية و الإنسانية إلى رشدها، إلى جادة الصواب، كيف؟


المنطق منطق الحق الذي يحكم و ليس منطق القوة، و هناك فارق شاسع بين حكم منطق القوة و الغلبة و حكم منطق الحق، منطق الحق لا يفرق بين الضعيف و القوي، و لا بين الصغير و الكبير، و لا بين السيد و العبد، و لا بين الرجل و المرأة، و لا بين القريب و البعيد، أما منطق القوة فله حسابات و معايير مختلفة تماما أبطلها الإسلا م و القرآن، قال


(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )


و تدبروا معي في موقع هذه التشريعات في ختام سورة الأنعام.


السورة بأكملها تتحدث عن الإيمان، عن علاقة الإنسان بربه و كيف تبنى، عن الإيمان كيف يغرس في النفوس، الإيمان الذي يحقق الأمن و الطمأنينة في المجتمع و في حياة الفرد، و في ختام السورة يأتي بالتشريعات ليؤكد هذه الحقيقة:



أن الإيمان لا يكتفى فيه أن يقتنع الإنسان بقلبه، و يقول بلسانه كلمة الشهادة، و لكن لا بد أن يطبق المنهج في واقع الاحياة ، في هذه التفاصيل التي يذكرها القرآن


الأمر بالوفاء في الكيل والميزان
(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)[الأنعام: 152]،
( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)
و الكيل و الميزان ليست مجرد المكاييل و الموازين التي يتعارف عليها الناس،
تعارف عليها حتى في السابق و لا تزال طبعا موجودة، كل شيء…
الوفاء بحقوق الآخرين، في البيع، في الشراء، في التعامل‘ في الأخذ، في العطاء، في القول،
في الحديث عن الآخرين
( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)
عدل، منطق العدل، منطق الحق الذي أقامه القرآن على عين الإيمان.


الإيمان الذي لا يحقق في نفسك عدلا اتجاه الآخرين هذا إيمان ضعيف، إيمان مهزوز،
الإيمان الذي لا يمنعك من قول الكذب على الآخرين و الإفتراء عليهم هذا ليس بإيمان.
و تدبروا معي في ترتب و ترتيب الكلمات في الآية و الواجبات و الأوامر
(لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)
هذه الأوامر و التشريعات هي في حدود طاقة البشر، ليست خارج إطار طاقتهم أو قدر اتهم.
الإنسان يستطيع القيام بالعدل فعليه أن يقوم به،


العدل في القول



روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152



( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
تدبروا في معاني الآية:


الإيمان الذي يدفعك أن تقول الحق و لو على نفسك أو الأقربين
( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )
بمعنى آخر: راقب أقوالك، راقب تلك الكلمات التي تتلفظ بها و تحرى العدل فيها، تحرى العدل فيما تقول، هذا هو الإيمان، العدل الذي لا يفرق بين الصديق و العدو،


و لا بين القريب و البعيد،
و لذلك قال ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) مطلقا (وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
و لو كان قول العدل سيكون ضد الأقارب، ضد من هو قريب أو حبيب إلى نفسك، و لو كان الوالدين أو الأقربين أو النفس… بقطع النظر، العدل في القرآن قيمة مطلقة، العدل قولا و العدل فعلا، و التناسب واضح في


(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)،



كما أن عليك أن تتحرى العدالة و الوفاء في التعامل، في الكيل و في الميزان عليك كذلك أن تتحرى العدالة في أقوالك، في كلماتك، في تصرفاتك. بعض الناس إذا كانوا على علاقة طيبة أو جيدة بأحد من الأشخاص قالوا فيه ما ليس فيه، مدحا و ثناء، و إذا خالفهم في شيء أو اختلفوا معه و حدث نزاع بينهم قالوا كذلك عنه ما ليس فيه، افتراء، كذب، ألصقوا فيه تهما ليست فيه، لماذا؟




لأن الذي يتحكم هنا ليس منطق العدل، منطق الهوى، هوى النفس، و القرآن لا يريد أن تحكم أهواء النفوس في حياة البشر و المجتمعات لأنها إن حكمت أفسدتها، و إن حكمت تولد الظلم، و ما انتشر الظلم في مجتمع و لا في أمة إلا أفسدها، أفسدها بكل أشكال الفساد، فساد مادي، فساد أخلاقي، فساد إجتماعي، فساد أسري..كل أشكال الفساد، ذاك الفساد الذي لا يمكن أبدا أن يأتي بالنفع على المجتمع إلا أن يطيح ذلك المجتمع بالهلاك، بأي شكل من أشكال الهلاك، فلذلك كان العدل هو الذي يصون المجتمعات و يصون الأفراد، بمعنى آخر، إذا أردنا أن نحقق أمنا حقيقيا و قد تكلمت سورة الأنعام عن الأمن، فالأمن لا يتحقق إلا بوجود العدالة، بوجود أناس مؤمنين يخافون الله عز و جل، يتقون الله سبحانه و تعالى في أقوالهم و أفعالهم، في أقوالهم و حديثهم عن الآخرين، الميزان- ميزان العدل- لا يعرف هوى النفس، لا يعرف الغضب و الرضا، و لكن إذا أنت لم تراقب الله عز و جل في رضاك أو في غضبك فيما تقوله عن الآخرين، فما الذي يعصمك، و ما الذي يمنعك؟


و ما الذي يترتب بعد ذلك؟




اتباع الصراط المستقيم



روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام142-152


(وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)


كل تلك العلاقات الإجتماعية – سلسلة العلاقات الإجتماعية و التشريعات- عهود بيننا و بين الله سبحانه و تعالى علينا الوفاء بها، و لذلك قال


( ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)


وصانا بهذه القيم الإنسانية، و قد قلنا سابقا ربي عز و جل حين وصف حالة الإيمان حين قال


(وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ )


نور التطبيق و المنهج، فإذا صار الإنسان بالوفاء و العدل و الحق و عدم الإقتراب من الفواحش و الحفاظ على حقوق الناس ألا ينشر ذلك النور بين الناس الذين يسير فيهم و في وسطهم؟


هو في ذاته و سلوكه و تعامله سيكون نورا يمشي فعلا في االناس، و هذا المطلوب في كتاب الله عز و جل، ليس المطلوب دائما أن نتحدث و نكثر من الكلام، و تأتي الأفعال تخالف و تناقض


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ". الآية : 2-3 من سورة الصف


ماذا يريد مني القرآن؟


يريد أن تكون أفعالي و تصرفاتي مرآة لإيماني الذي أؤمن به، مرآة لأقوالي، لاعتقاداتي، بذلك تصبح رسالة القرآن رسالة عالمية، لأن المؤمن إذا سار بهذا الرصيد أينما حل، في أي مجتمع، حتى و لو لم يتحدث بكلمة عن الإسلام أو عن رسالة القرآن، تحدثت أفعاله عنه، تحدثت أخلاقه، تحدثت عدالته، تحدث إنصافه و وفائه بالنيابة عنه، و هذا الذي بناه القرآن في النفوس حين بنى ذلك الجيل الأول، جيل التلقي الذي تلقى القرآن بقلبه فانعكس على سلوكه و واقعه.


قال


( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)


تدبروا في الأولى قال(تَعْقِلُونَ


هنا قال (تَذَكَّرُونَ)


و في الثالثة سيقول (تَتَّقُونَ).


(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الانعام


استعمال كلمة (هذا)، الطريق واضح، المنهج واضح، واضح أمام العيان، واضح أمام من يريد أن يراه، النور موجود، و لكن إن أنت لم تفتح عينك أمام ذلك النور فالمشكلة ليست في النور، المشكلة في تلك العين التي لم تفتح لتراه، و كذلك الأحكام و التشريعات في كتاب الله عز و جل.



فالقضية واحدة من اثنتين، لا ثالث لهما، إما صراط مستقيم و إما سبل،


السبل ما النتيجة المترتبة عليها؟


(فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)


التفرق، التمزق، البعد، كلما اتبع الإنسان الطرق و المناهج الأخرى التي اخترعها البشر و ابتدعها من أهوائهم و أمزجتهم، كلما ابتعد عن الصراط المستقيم، و كلما ابتعد عن الصراط المستقيم كلما زادت نسبة الانحراف بكل أشكاله. الصراط المستقيم عدل، واضح، يصل بين النقطتين، يصلك إلى ما تريد، لكن هذه السبل هي التي تكرس قضية الانحراف


الإنسان إذا لم يجعل له هذه الصيانة في نفسه، لا ممكن أن ينتشر الأمان و العدل أو يسود العدل أبدا، و إذا أراد الإنسان أن يحفظ عرضه فعليه أن يحفظ أعراض الناس، إ ذا أردت أن تحفظ عرضك، احفظ أعراض الناس، إذا أردت ألا يقال فيك إلا خيرا فلا تقول في الناس إلا خيرا. احفظ لسانك، فلسان الإنسان هو بيانه، و لسانه يفصح عما في قلبه، فإذا امتلأ القلب إيمانا و خشية و خوفا من الله سبحانه و تقوى لا يمكن أن يفصح اللسان إلا عن ذلك الرصيد عدالة و إنصافا مع الآخرين، و لذلك لا يمكن أن يكون المؤمن سبابا و لا فاحشا و لا بديئا و لا منافقا و لا مرائيا، لماذا؟ لما كان في قلبه من معاني الإيمان التي لا بد و أن تنعكس على أقواله و أفعاله.



اسلاميات









الكلمات الدلالية (Tags)
لـ, الأنعام142-152, الثياب, العلواني, د/, روائع, رقية, صورة


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام122-126 امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 02-24-2023 06:12 AM
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام20-37 امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 02-17-2023 05:39 AM
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة الأنعام6-19 امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 02-16-2023 05:55 AM
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة المائدة78-94 امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 02-13-2023 07:26 AM
روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة المائدة54-66 امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 02-12-2023 07:31 AM


الساعة الآن 02:54 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل