صفات المتقين
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ○ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الدخان : ٥١ - ٥٢]
صفات المتقين
المتّقون لهم صفات وأعمال نالوا بها السعادة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الصفات ما يأتي:
قال الله تعالى بعد أن بيَّن أن الشهوات زُيَّنت للناس: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 15، 17]، وقد ظهرت أعمال مباركة، وصفات كريمة من
صفات المتقين في هذه الآيات الثلاث.
وهي:
1- التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به.
2- طلَبُ المغفرة من الله تعالى.
3- طلبهم من الله تعالى الوقاية من عذاب النار.
4- الصبر على طاعة الله وعن محارم الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
5- الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال.
6- القنوت الذي هو دوام الطاعة مع الخشوع.
7- الإنفاق في سبيل الخيرات على الفقراء وأهل الحاجات.
8- الاستغفار، خصوصًا وقت الأسحار؛ لأنهم مدُّوا الصلاة إلى وقت السحر، فجلسوا يستغفرون الله تعالى (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي)
فهؤلاء لهم أصناف الخيرات والنعيم المقيم، ولهم رِضوان الله، الذي هو أكبر من كل شيء، ولهم الأزواج المطهَّرة من كل آفة ونقص: جميلات الأخلاق، كاملات الخلائق (جامع البيان عن تأويل آي القرآن؛ لابن جرير الطبري، 6/259- 267، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص103.
قال الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 136]، في هذه الآيات أعمال عظيمة وصفات كريمة لأهل التقوى، ذكرها الله بعد أن أمرهم بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنّته التي أعدّها للمتقين.
وهذه الصفات على النحو الآتي:
1- الإنفاق: في العسر واليسر، والشدة والرخاء، والمنشَط والمكرَه، والصحة والمرض.
2- كظْم الغيظ وعدم إظهاره، والصبر على مقابلة المسيء إليهم، فلا ينتقمون منه.
3- العفو عن كل من أساء إليهم بقول أو فعل.
4- ذكر الله وما توعَّد به العاصين، ووعَد به المتقين، فيسألونه المغفرة لذنوبهم.
5- المبادرة للتوبة والاستغفار عند عمل السيئات الكبيرة والصغيرة.
6- عدم الإصرار على الذنوب والاستمرار عليها؛ بل تابوا عن قريب.
ثم بيّن الله تعالى جزاءهم على عمَل هذه الصفات: مغفرة من ربهم وجنات فيها من النعيم المقيم ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطَر على قلب بشر ( تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 1/384، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص116.
شبكة الالوكة
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ○ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الدخان : ٥١ - ٥٢]
الأمان من الآفات والأحزان لأولئك الذين اتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه
عندما أكرموا أنفسهم بالطاعة ، أكرمهم الله في مقام تسعد به نفوسهم لا أحزان فيه ولا هموم ، إنهم آمنون لايخافون الموت.. إذ ليست الدنيا دار أمان ، بل الجنة هي دار الأمان ، ودار أهل الإيمان.
"وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ" "فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" ذكرت (العيون) بالقرآن في ١٠ مواضع وكلها في معني عيون الماء.. أما أداة البصر (العين) فتجمع على (أعين "(سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ" "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ"/ عادل صالح السليم
ألم نقرأ {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} ؟! ألم تشجعك هذه الآية لتستمر في إحسانك؟
ألا تقيك بأس المخاوف التي تطاردك؟ بلى والله.. ولايتة تكفيك وتغنيك ...
حصاد التدبر
إقرئي المزيد :
من مواضيع : امانى يسرى محمد