سبب تسمية مصر بأم الدنيا
تميّزت جمهورية مصر العربية بوجود الحضارات والثقافات المختلفة على أرضها
منذ مئات آلاف السنين، فمن أهم هذا الحضارات هي الحضارة الفرعونية
التي خلّفت الكثير من الآثار والتي من ضمنها الأهرامات كدليل على هويتها،
ولهذا فعند البحث في تاريخ الحضارة المصرية فإننا نجد معلومات وفيرة عن الحضارات المتعاقبة فيها،
وسنجد أيضاً الكثير من الجدل من أجل تفسير هذه الحضارات وآثارها،
فمثلاً ما زال هناك جدل قائم بين المؤرخين بتفسير سبب تسمية مصر بأم الدنيا.
يمكن القول أنه يوجد تفسيران اثنان لتسمية مصر بأم الدنيا، الأول يعتمد على التفسير التاريخي
والثاني يعتمد على التفسير الديني، فمن وجهة النظر التاريخية،
فقد سميت مصر بأم الدنيا لأن مصر كانت موجودة أثناء قيام الإمبراطورية الرومانية
باحتلالها، وكانت الدولة المصرية هي المصدر الأساسي وتقريباً الوحيد بتزويد القمح للإمبراطورية
الرومانية، وباعتبارها المصدر الأساسي للطعام لهم،
أطلق الرومان اسم أم الدنيا على مصر. أما وجهة النظر الدينية فتعتمد على تفسير العلامة
ابن كثير، فقد سميت مصر بأم الدنيا نسبة لزوجة النبي إبراهيم عليه السلام ألا وهي هاجر،
فهي مصرية ولدت بمصر وعندما تزوجت من نبي الله إبراهيم،
انتقلت معه للعيش في شبه الجزيرة العربية، وجاءه الوحي
هناك ليبني أول بيت لله وهو البيت العتيق،
ويترك زوجته هاجر وطفلهما هناك دون طعام أو شراب،
لتحدث معجزة ماء زمزم، وبما أن هاجر هي أم إسماعيل عليه السلام
الذي جاء من نسله الرسل والانبياء ومنهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،
ولكونها مصرية ولدت في مصر، فهي أم الأنبياء كما سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء،
وكرامةً لها، يطلق على مصر أم الدنيا.